لقد شغلت الهمزة حيزا كبيرا من التفكير اللغوي العربي، لم تشغله غيرها من الحروف والأدوات العربية، ودار حولها خلاف كبير بين النحويين والقراء، وتعددت استعمالاتها ودلالاتها، كما تعددت صورها التي وردت عليها، فطورا تكون أصلية، وآخر تكون زائدة، واستعملت محققة مرة، وبالتسهيل مرة أخرى، وتجاوز العرب فيها فحذفوها أحيانا، وأبدلوها من غيرها أحيانا أخرى، كما وردت مفردة، واستعملت مركبة مع غيرها من الحروف والأدوات، ودلت على العديد من المعاني والوظائف النحوية في حال إفرادها أو تركبها؛ بل تعدد رسمها الإملائي حسب الموضع الذي ترد فيه في بنية الكلمة العربية متقدمة ومتوسطة ومتأخرة.