وزير الأوقاف يفتتح المقر الجديد لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة بمحاضرة في
موضوع “أي سياسة للعلماء”
نوه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق بجهود المجلس العلمي المحلي بوجدة برئاسة الأستاذ مصطفى بنحمزة وكذا كل المحسنين والشركاء مما أثمر إنشاء مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية الذي اعتبره أمثولة لما يتمناه أن يكون في كل مدينة، مضيفا أن العلماء كان لهم الشرف عبر التاريخ في لم الشمل بين أطراف عدة وكانوا دائما الساهرين على تحقيق التوافق بين مختلف مكونات المجتمع. و قال إن هناك الآلاف من المراكز والمكتبات في العالم الإسلامي، ولكن أغلبها ليست عملية ولهذا وجب على مركز الدراسات بوجدة أن يحقق التميز بأعماله وأنشطته.
و خلال محاضرته الافتتاحية لأنشطة المقر الجديد لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية يوم الجمعة 03 يونيو 2011، قال السيد التوفيق إن الفكر الإسلامي يعيش أزمة منذ القرن التاسع عشر تتمثل في الخصومة بين دعاة التقليد و دعاة الحداثة، مما يتطلب إعادة تجديد العقل الإسلامي وتحقيق توافق الطرفين. و أكّد الوزير أن العصر الحديث هو ثمرة البحث، أي البحث عن الحقيقة وأن هذه جوهر هذه الحقيقة هي الدين. واعتبر إنشاء مركز للبحث مشروع رباني لإسعاف الإنسان وتقريب الناس من الحقيقة والحق الذي هو الله.
و اقترح المحاضر جملة من القضايا على المركز الاشتغال عليها ومنها :
1- دراسة التاريخ الذي هو أول باب في العلوم الإنسانية. فقد أسهب الوحي في ذكر التاريخ و الصراع بين الحق والباطل، حتى يعلم الشباب أن هناك قضايا تاريخية لا ينبغي أن تشوش عليه فهم الدين، ونتجنب جميعا النظرة الطوباوية للتاريخ و لا نعتقد أن هذا العصر هو أسوء العصور وهي مغالطة ستنتفض ضدها الأجيال القادمة، حسب السيد الوزير.
2- النصيحة لولاة الأمور والاستفادة من التراث الإسلامي لتحديد المواصفات التي تجعل الناس ينصتون للناصح من غير أن يلجأ للتملق إليهم أو يساير شهواتهم الخفية. وختم بالحديث عن قضية تخليق الاقتصاد خاصة في ظل الأزمة العالمية التي عرفتها الأنظمة الرأسمالية.
ثم تحدث السيد التوفيق عن قضية العلماء ودورهم في العصر الحاضر. وميز بين العلماء والمنتسبين للعلماء. وقال إن العالم يجب أن يتميز بالربانية و النموذجية حتى يقتدي به الناس وينصتوا إليه وتكون له مصداقية، وعليه أن يشتغل بالكلي في أمور السياسة ولا يتيه في الجزئي لأن المنبر ملك للجميع. وطالب بتفعيل على مبدأ خدمة الناس بحيث يكون العلماء رواد العمل الاجتماعي وليس فقط منظرين له..
ومن جهته ثمّن السيد مصطفى بنحمزة دعم وزير الأوقاف للمركز الذي تشرف بالزيارة الملكية ، كما توجه بالشكر لمدير وكالة تنمية الجهة الشرقية ورئيس الجماعة الحضرية وكل من ساهم في إخراج هذا المركز إلى حيز الوجود. و ذكّر بمشاريع وقفية مماثلة بالمدينة مثل مؤسسة الصم البكم والجمعية الخيرية الإسلامية ومدرسة الوحدة وبشّر بمشاريع جديدة أخرى مثل كلية خاصة بطلبة التعليم العتيق ومركز للدراسات بمدينة بركان.
حضر هذا النشاط ممثلو المجالس العلمية المحلية لأقاليم الجهة الشرقية إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني بوجدة وجمع غفير من المهتمين والمثقفين وعموم المواطنين.
وللإشارة فقد بلغ عدد الحضور أزيد من 1100 شخص.
محمد السباعي