نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، بتعاون مع الكلية المتعددة التخصصات بالناظور الدورة التكوينية الأولى لفائدة طلبة الإجازة بالكلية، في موضوع: “مناهج البحث وقدراتها التفسيرية“ وذلك بتاريخ17 ماي 2008 في مقر المركز بوجدة…
وقد استهل اللقاء بكلمات ترحيبية بالطلبة المتفوقين، حيث قدم الأستاذ عبد منار ورقة مختصرة عن طرق التكوين والتدريس في مجال العلوم الشرعية منطلقا أساسا من تجربة معهد البعث الإسلامي، مستعرضا آفاق التعليم العتيق ومشيرا إلى بعض الصعوبات التي تعترضه…
في حين كانت كلمة السيد عميد الكلية المتعددة التخصصات تنويهية، أشاد فيها بالدور الريادي الذي يقوم به مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية على مستوى الجهة الشرقية في دعم الباحثين وتأطيرهم، وفي خلق حركية ثقافية وعلمية دائمة ومستمرة…الشيء الذي جعل من هذه المؤسسة الفتية أحد الشركاء الأساسين للجامعة، مضيفا إلى أن مجيء طلبة الكلية المتعددة بالناظور يأتي في إطار توثيق عرى هذه الشراكة أولا، وصلة للرحم العلمية بين الكلية والمركز ثانيا…
أما كلمة رئيس المركز الدكتور سمير بودينار فقد استهلها بالترحيب بالباحثين الضيوف، ليتحدث في مداخلة المركزية عن موضوع :”إشكالية الرؤية المعرفية: العلوم الاجتماعية نموذجا” مميزا في خضم عرضه بين المناهج باعتبارها وسائل وطرق تفضي إلى الحقائق المعرفية، والمنهجية باعتبارها علم ينبني أساسا على الكيف، بمعنى سؤال الكيفية حول هذه المناهج.
أما المداخلة الثانية المدرجة في هذه الدورة التكوينية، التي كانت بعنوان: “كيفية كتابة الرسائل والأطروحة الجامعية” فقد ألقها الدكتور نور الموادن أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، حيث تطرق للخطوات العملية التي يتوجب على الباحث سلكها في اختياره لموضوع البحث، وكيفية معالجة الإشكالية المحورية للموضوع، وصولا لكيفية التعامل مع مصادر البحث واستثمار بشكل ناجع…
في حين كانت المحاضرة الختامية للدورة التكوينية، مع الدكتور مصطفى بن حمزة، حيث أشار في كلمته التوجيهية إلى أمر أساسي هو أن العلم رحلة، ومعتبرا هذه الانتقال من مدينة الناظور إلى وجدة إحياء لهذه “السنة العلمية”، داعيا في الوقت ذاته إلى أن لا يقتصر الأمر على مركز الدراسات في وجدة… بل لا بد من توسيع دائرة الرحلة لتشد الرحال إلى المكتبات الكبرى بالمغرب، وإلى العلماء أيضا… مشيرا إلى أن تعديد المصادر المعرفية في التلقي أمر ضروري في التحصيل العلمي… ومضيفا في هذا الصدد إلى أن الإسلام كان سباقا للاهتمام بهذا الأمر، إلى درجة تخصيص أجراء من مصاريف الزكاة لرحلات طلاب العلم في إطار ما يسمى :”تبرع الإفقار” أو “الإركاب”، وهي قيم ينبغي الالتفات إليها والعمل على إحيائها… وهي كلها قيم تتغي اللحمة والتكامل الاجتماعي، وتصبو للثقافة البانية الساعية إلى التوحيد لا للتفرقة.