نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بمقره بوجدة، تاريخ 03 يناير 2008. دورة تكوينية لفائدة باحثي ماستر الدراسات اللغوية بالغرب الإسلامي بشعبة اللغة العربية التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة.
وقد أطر هذا اللقاء كل من الدكتور عبد الرحيم بودلال بعرض أول تحت عنوان:”الدرس النحوي في الغرب الإسلامي: قضايا منهجية”، وبعرض ثان للدكتور فؤاد بوعلي بعنوان:المدرسة اللسانية بالغرب الإسلامي: نموذج وقضايا”…
وللإشارة فإن اللقاء استهل بكلمة ترحيبية لرئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة أشار فيها إلى أهمية الدورات التكوينية في خلق لحمة التعاون العلمي المشترك بين الباحثين… باعتبار المهارات الموازية واحدة من أهم الأبعاد التي تساهم في مجال تكوين الباحث، لا على المستوى المنهجي فقط، وإنما أيضا على المستوى المعرفي الذي يجعل الباحث ذي رؤية معرفية كلية، مضيفا أن اختيار محور جامع من قبيل موضوع: “الدرس اللغوي بالغرب الإسلامي” مجال للمدارسة والمناقشة يحقق الهدف المنشود، ويقي الباحث من آفة النزوع إلى المعلوماتية، منوها في هذا الصدد بالدور الذي يمكن أن تقوم به وحدة الدراسات اللغوية بالمركز.
العرض الأول، تناول فيه الدكتور نشأة الدرس اللغوي في الغرب الإسلامي وتطوره مركزا على أهم المحطات التي مر بها هذا الدرس، ثم على مدى استيعاب نحاة الغرب الإسلامي لأصول النحو العربي، وقد بين الدكتور جوانب من نقاط التجديد والخصوصية التي لدى النحاة المغاربة، وخاصة في قراءاتهم لكتاب سيبويه وحفظه وشروحه.
كما بين المحاضر الجوانب المميزة لهذا الدرس عند المغاربة عموما والأندلسيين خصوصا.
أما بخصوص العرض الثاني المقدم من الدكتور فؤاد بوعلي فقد كان حول نشأة اللسانيات في المغرب العربي مركزا على أهمية المدارس اللسانية في المغرب مستعرضا إنتاجات أعلامها؛ واصفا إياها بالأعمال المميزة التي فاقت دقة وموضوعية الأعمال المشرقية في هذا الصدد، ومفصلا في ظروف نشأة كل مدرسة على حدة، مشيرا إلى أن بداياتها ارتبطت أساسا ببداية العلاقة الحوارية مع الآخر، والتي يؤرخ لها عادة بالنهضة الفكرية مع رواد النهضة العربية، ومبينا أصول كل اتجاه لساني وخصائصه.
أما ختام الدورة التكوينية، فقد كانت مع الكلمة التوجيهية للدكتور مصطفى بن حمزة والتي أشار فيها إلى أن مثل هذه اللقاءات التكوينية هي الطريق الصحيح للعلم والمعرفة، مشيرا أن للعلم برنامج آخر غير برنامج الجامعة، برنامج يجعل العلم مستبدا بالإنسان مقبلا عليه بقلبه وعقله…. داعيا الباحثين إلى تكوين مدرسة في الجد، متعلقة بالعلم والمعرفة… ولا يكون ذلك إلا عن طريق الاشتغال على تحصيل المدونات القديمة، ولقاءات خاصة مثلا في النحو والصرف… أو في الدرس اللغوي الحديث وأصوله، ويمكن الانطلاق في هذا الصدد من كتاب : “اللغة العربية: معناها ومبناها”… مشيرا إلى ضرورة تجاوز ثنائية الشرق والغرب معتبرا إياها “لوثة” ينبغي على الباحث أن يتجاوزها، وأن يحل محلها المنهج التكاملي….
وللإشارة فإنه أتيحت فرص النقاش وإثراء المداخلات بتساؤلات الحاضرين، التي شملت مختلف الجوانب.