موضوع هذه الدورة هو مقدمة عامة عن الحواضر العلمية اللغوية الأندلسية وكيف يمكن دراسة تراثها اللغوي، وقد مثلت بحاضرة قرطبة باعتبارها من أوائل الحواضر التي شاع فيها الدرس اللغوي، وبينت كيف امتزج البعد السياسي المتجلي في الخلافة الأموية التي يمثلها الخلفاء عبد الرحمن الناصر 300- 350ه وابنه الحكم المستنصر 350-366 والحاجب المنصور ابن أبي عامر – 392 بالبعد العلمي ليفرز تراثا لغويا غنيا، تجلى في المؤسسات العلمية ابتداء من مسجد قرطبة الذي امتزج فيه البعد الإيماني التعبدي بالبعد العلمي حيث جمع المسجد بين الوظيفتين الأساسيتين للمسجد فقد كان يؤدي وظيفة التعليم ووظيفة العبادة ليكون جامعة للعطاء العلمي، وقد أنار هذا المسجد بلاد الأندلس ببداية تأسيس مساجد في كل الحواضر تعمل على أداء الوظيفة نفسها.
ثم تحدثت عن تأسيس ما يعرف بالمدارس وكيف أصبحت – إلى جانب المساجد – تشيع العلم وتهتم بالدرس اللغوي في برامجها التعليمية، ومثلت بمدرسة النصرية بغرناطة.
وقد أشرت إلى بعض الحواضر في المغرب الأقصى خاصة فاس وجامع القرويين ثم سوس وما تمثله أغمات من إشعاع علمي زاخر.
وبعد ذلك أعطيت نظرة عامة عن أهم الوسائل التعليمية اللغوية من تأديب، ومناظرة، ورحلة بين المشرق والمغرب، لأبين كيف أن الازدهار اللغوي في الغرب الإسلامي كان مؤسسا على نظام علمي خاص يحتاج منا إلى دراسة مفصله عن حواضره وأعلامه قبل الانتقال إلى القضايا اللغوية والنحوية.